اجتهد في الستر على المسلمين كاجتهادك في فضيحة المجرمين!!

اجتهد في الستر على المسلمين
كاجتهادك في فضيحة المجرمين!!

المسلم كريم على الله
كريم على إخوانه المسلمين
له مكانة خاصة في قلوبهم
فهو أخوهم و منهم وإليهم وعليهم

فهو محسوب عليهم شاءوا أم أبوا !!
وله حقوق عظيمة واجبة عليهم

منها الستر عليه ودفن عيبه
وكتمان خطئه
ورفض إذاعته والتشهير به
والذب عنه والدفاع عنه في غيبته

بخلاف المنافقين
والذين في قلوبهم مرض
فإنهم يطيرون بالزلات
وينبشون العيوب نبشا
ويصرون على نشرها وإذاعتها
بين الخلق أجمعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها

فيا ويلهم من الله
كم سيكسبون من سيئات وآثام
إنها بالملايين !!
وكم سيغرسون من كره وبغضاء
في المجتمع !!
وكم سيسببون من فرقة وشحناء بين الناس !!
وكم سيدفعون الناس للغيبة والنميمة والهمز والغمز واللمز!!

فالمتسبب بالشر يتحمل وزره كاملاووزر غيره ممن تأثر بإشاعتك

إن واجبك يا أخي المسلم الحق
أن تسعى سعيا حثيثا
وتهرول للستر على كل مسلم
قريبا كان أم بعيدا

بل من واجبك
أن تتجاهل عيبه تماما
وأن تسد أذنيك وتغلق عينيك
ثم تنصحه بلطف وتوجهه برفق
وبطريقة غير مباشرة
لأن هدفك هو إصلاح الخطأ
لا قهر المخطيء ولا إذلاله

واعجبا من بعض المتعجرفين
يبصر الشعرة في عين أخيه
ولايرى الشجرة أو الجذع
في عينه!!

ليس من شأنك أن تفتش
ولا أن تراقب ولا أن تتجسس
بل هذه من صفات المفسدين المتسلطين

قال النبي عليه الصلاة والسلام
((من اطلع في دار قوم بغير إذنهم
ففقئت عينه فقد هدرت ))
يعني أنه يجوز أن تقلع عينه بدون انتظار
وهذا هو القصاص العادل الذي
جاء به الاسلام

فليس من حقك أن تتبع خطواتي ولا حركاتي ولا أن تنقب وتفتش عني وخاصة إذا أقفلت بابي

قال تعالى ((ولا تجسسوا))
وقال عليه الصلاة والسلام :
(( من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه))

ومن وقع في خطأ أوذنب مستترا بستر الله ثم استغفر منه
فإن الله يغفر له سبحانه
قال تعالى :
((والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله
ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون))
وقال عليه الصلاة والسلام:
(( كل أمتى معافا إلا المجاهرون))

فإذا ستر الله على أخيك
فلايجوز لك كشف ستره
ولا إفشاء سره
وإنما واجبك النصيحه له بالسر
مع تمام الستر
والدعاء له بأن يعافيه الله
وأن يهديه للتوبة والإنابة

وإياك أن تتألى على الله
وتتدخل فيما بينه وبين الله
وتحكم عليه بالهلاك أو الخسران
فقد يغفر الله له وقد يبدل سيئاته حسنات
ثم يحبط عملك أنت
أيها المتسلط العدواني
فتكون من الخاسرين خسرانا عظيما

فاللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا
واجعلنا حصنا حصينا لإخواننا المسلمين يارب العالمين

أخوكم
محمد شكري حجازي
26 شوال 1436 للهجرة