فلنسلك نهج السلف الصالح لعلنا ننجوا
الخاطرة
فلنسلك نهج السلف الصالح لعلنا ننجوا
عاش الناس في القرون الثلاثة الأولى المفضلة معظمين للسنة متمسكين بها في سائر شؤونهم، متبعين لا مبتدعين غير غالين، ولا جافين.
رفعوا راية السنة خفاقة مرفرفة فوق هامات المبتدعة الضالين؛ فذاك خارجي متطرف ثائر، وهذا رافضي بغيض مخرف، وبينهم جهمي بليد معطل، ومعتزلي قدري مغرور بعقله.
وقال يونس بن عبيد رحمه الله: العجب ممن يدعو اليوم إلى السنة وأعجب منه من يجيب إلى السنة فيقبل(1).
فقام أئمة الصحابة والتابعين المرضيين وأتباعهم؛ فأظهروا العقيدة الإسلامية الوسطية في أبهى صورها، وبينوها بيانا كافيا وافيا شافيا وأظهروا أخلاق الإسلام في أجمل حللها؛ فتخلقوا بها ظاهرا وباطنا.
كانوا أقل الناس كلاما وتكلفا، وأكثرهم إيمانا وحكمة، ثم عملا وجدا واجتهادا؛ كما هم أجل الأمة قدرا، وأعظمهم شأنا.
زجروا أهل البدع عن بدعهم، واجتنبوا أحاديثهم، وهجروهم في مجالسهم وحذروا الناس من زيغهم، نصحا للأمة، وإقامة للحجة وتبيينا للمحجة حتى استقامت الأمة في عهدهم إلا قليلا.
قال الله سبحانه وتعالى: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون} [الجاثية:18].
فلنسلك مسلكهم، ولنتتبع طريقهم، ولنقتف آثارهم، ولنحرص على ذلك ولنستمسك بمنهاجهم ونهجهم.
فلعلنا بذا ننجو من الفتن في الدنيا، والعذاب في الآخرة؛ فهم المهتدون المنصورون في الدنيا، والناجون الفائزون يوم القيامة.
فاللهم يا ربنا اهدنا لما هديتهم إليه، ودلنا على الطريق الذي أوصلهم يا رب إليك، وثبتنا على ذلك إلى يوم نلقاك يا رحيم يا ودود.
([1]) [شرح السنة 126-129].
جديد الخواطر
القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
التواجد الآن
يتصفح الموقع حالياً 5
تفاصيل المتواجدون