فلنستمسك بكتاب الهدى والنور
الخاطرة
فلنستمسك بكتاب الهدى والنور
استمسك بكتاب ربك، واعتصم به، وأقبل عليه، وتشبث به،لا يلهينك عنه خلان، ولا أصحاب، ولا تجارة، ولاجمع مال،ولا كتاب.
ولا يشغلنك عنه شغل شاغل، ولا لهو باطل، ولا يصرفنك عنه جاه عريض ولا دنيا مؤثرة؛ فهو الكتاب الكريم الحكيم العظيم المجيد فيه البركات والرحمات، والهبات، والأعطيات.
فيه العلوم النافعة، والحكم السديدة، والمواعظ الرشيدة، فيه السعادة والهناء، والمجد والسناء.
به تستنير العقول، وتنشرح الصدور، وتتعدل الأفكار، ويتقوم السلوك، درره وفوائده كالذهب المسبوك، وغرره، وعوائده كالنقد المصكوك؛ لا تلتفت لغيره بقلبك وقالبك فتخسر، ولا تنشغل عنه بغيره فتتندم وتتحسر إلا ما ساعد على فهمه، وما فصل مجمله، وما شرح مبهمه من سنة شريفة غراء، وسيرة وهدي لخير نبي،وخير خلفاء، وهدي أئمة آل البيت، و الصحابة والتابعين النجباء وكلام رصين للربانيين الراسخين من العارفين، والعلماء، أقبل عليه بقلبك وقالبك، واشحذ عزيمتك، واشدد همتك للنهل من ينبوعه الصافي؛ فهو خير من كل النظم والقوافي؛ لأنه كلام رب العزة والجلال ذو الكمال، والجلال والجمال الذي فتق ألسنة البلغاء، وخلق خلقه على غير مثال وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه.
فاصرف أوقاتك في تلاوته، وترتيله، وفي تدبر معانيه حتى تفهمها كوقت تنزيله؛ فهو حبل الله المتين، وصراطه المستقيم وهو الذكر الحكيم، والكلام الحق المبين؛ قال الله تعالى:{ورتل القرآن ترتيلا} [المزمل:4]، وقال I:{أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} [محمد:24]، وقال U: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} [الإسراء:9].
وعن حماد بن زيد. قال: سمعت أيوب رحمه الله وقيل له: ما لك لا تنظر في هذا ـ يعنى: الرأي؟ فقال أيوب: قيل للحمار: ألا تجتر! فقال: أكره مضغ الباطل([1][1]).
فاللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا يا رب العالمين.
جديد الخواطر
القائمة الرئيسية
احصائية الزوار
التواجد الآن
يتصفح الموقع حالياً 4
تفاصيل المتواجدون