بين الإيثار والاستئثار

الخاطرة

بين الإيثار والاستئثار

1097 | 21-07-2015

بين الإيثار والاستئثار!!
ماأجمل الزهد في متاع الحياة الدنيا وزخرفها
وغرورها وعرضها الزائل
ماأجمل أن تعطي أخاك وأنت محتاج
وأن تكفي أخاك قبل أن تستكفي
وماأجمل أن تهتم وتفكر في أخيك
قبل أن يهتم لك و يفكر فيك
وأن تزرع الخير والمعروف له
مبتدئا به دون استحقاق منه
ودون أن تنتظر منه
جزاء ولاشكورا ولاثناء ولامدحا!!
((إنما نطعمكم لوجه الله
لانريد منكم جزاء ولاشكورا))
نعم إنها نفوس نبيلة مشرقه زكية
تلك النفوس التي لاتنافس على حطام الدنيا
ولاتزاحم على متاعها
فمن نافسك في منصب وهو كفئ له فامنحه إياه
وأعطه فرصة ليقوم بحقوقه
ومن تشوفت نفسه لشراء بيت أوسيارة أوبضاعة نفيسة
كنت أنت قد قررت شرائها فامنح أخاك فرصة لشرائها
فقد قال عليه الصلاة والسلام:
((من ترك شيئا لله
عوضه الله خيرا منه))
وهكذا الجاه والسمعه والوظيفة والحظوة عند الخلق
عود نفسك على أن تمنح أخاك فرصة
ليستمتع بما استمتعت به من مباحات متاع الدنيا
واعلم أن ربك معك مطلع عليك
يعلم سرك ونجواك ونيتك وعملك
وسيعطيك خيرا مماتؤمل
وسيعوضك خيرا مما فقدت
ويكرمك بمالايخطر لك على بال
وبما هو فوق التصور والخيال
فالمهم هو المصير والعاقبة والمآل
وليس ماتبصره في الوقت والحال
فكم من إنسان سمح النفس
زكي طاهر خفي تقي
أعطاه الله بعدسنوات من ثباته
جاها عريضا بلا سعي ولا طلب
وسمعة طيبة بلاظاهر سبب
وحبا وقبولا في قلوب الخلق
خيرا مما أمل وتمنى وطلب
ومنحه من النعم خيرا مما يحتسب
لأن الله على كل شيء شهيد
وبكل شيء عليم وعلى كل شيء وكيل
وهو الرب المحصي الشكور الذي يشكر على القليل
فيجازي عليه بالكثير
فلاتنافس أحدا في دنيا ولاجاه ولامنصب ولامال
ولاتتشاحن لأجله
فلا تدري لعل الله رحمك فأبعد عنك الفتنة ولعل الله رحمك فصرف عنك الحسد والعين والأنفس الشريرة
ولعل الله أراحك من العناء
وفتح لك من الخير والبر أبواب
فمامنعك ربك من شيء إلا ليعطيك
ولا حولك إلى أمر إلا ليجزل عطائك
بشرط تحقيق
الإخلاص و الصبر والتوكل واليقين
وانظروا إلى الصديق رضي الله عنه
عندما قال لهم في اجتماعهم في سقيفة بني ساعدة
لأجل انتخاب خليفة للمسلمين:
((لقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين: عمر وأبي عبيدة))
فقالا رضي الله عنهما مستنكرين:
معاذ الله أن نتقدم عليك ياأبابكر!!
هل نتعجب من تنازل أبي بكر مع فضله وأحقيته ومكانته
أم نتعجب من رفض عمر مع قوته وتمكنه
وعبقريته وحسن سياسته
بل أقول والله لاعجب
فهم يرون أنها أمانة ثقيله
ومسؤولية عظيمة يوم القيامه
((فوربك لنسألنهم أجمعين))
ثم بعد أيام يسيرة وقف الصديق على المنبر خطيبا وقال:
((أقيلوني)) طالبا إقالته من الخلافة
خوفا ووجلا من ربه العظيم سبحانه!!
فاللهم مكن في قلوبنا
السماحة والايثار
وأخرج منها الأنانية والاستئثار
واجعلنا من عبادك الأخيار الأبرار
يارب ياعزيز ياغفار
وكتبه أخوكم
د.محمد شكري أحمد حجازي
4شوال 1436للهجرة

احصائية الزوار

الاحصائيات
لهذا اليوم : 83
بالامس : 195
لهذا الأسبوع : 278
لهذا الشهر : 3460
لهذه السنة : 23128
منذ البدء : 132540
تاريخ بدء الإحصائيات : 12-10-2011

التواجد الآن

يتصفح الموقع حالياً  17
تفاصيل المتواجدون

تصميم وتطوير كنون