بعيدا عن زخم الشعارات البراقة!!

بعيدا عن زخم الشعارات البراقة!!
بعيدا عن بهجة الحياة ومشاغلها!!
بعيدا عن علاقاتك الاجتماعية المتتابعة!!
بعيدا عن مدائح الناس ومجاملاتهم لك!!
بعيدا عن إنجازاتك ومكتسباتك الكبيرة!!

ارجع إلى رأس الأمر وحقيقته

هل أنت راض عن نفسك حقا وصدقا؟
هل أنت مطمئن إلى مصيرك الذي ينتظرك؟

هل سعيت سعيا حثيثا صادقا
لتحقيق وتطبيق دين الله
ومايريده الله منك ويدعوك إليه
ومايرغبك فيه ويحثك عليه
في نياتك وأقوالك وأفعالك وسلوكياتك؟!

الآن!
حاسب نفسك حسابا دقيقا
واستخرج كوامن الخلل والقصور فيها
ثم عاهد ربك على
إصلاح اعوجاجك وتقصيرك وتفريطك
في حقوق الله عليك
وفي حقوق عباده سبحانه

ولتبدأ بالأهم فالمهم قبل فوات الأوان
مستحضرا قوله تعالى
( وكلهم آتيه يوم القيامة فردا@
لقد أحصاهم وعدهم عدا )
(ولقد جئتمونا فرادى كماخلقناكم أول مرة
وتركتم ماخولناكم وراء ظهوركم!....)
تركتم ورائكم الجاه والسمعه
والأموال والمناصب والشهادات

فهل فعلا هذا الحطام الفاني
يستحق كل هذا الجهد المتفاني؟!

جدالات مطوله وخصومات
ثم صراعات مريرة وتوترات!!

غش وكيد ومكر وخديعة
وخطط وترتيبات خفيه مفزعه ومريعة

كل ذلك وعشرة أضعافه
لغرض التربع على عرش العنكبوت الواهي
وزبد البحر المتلاشي
و غثاء المرعى الأحوى
والحطام الفاني
والسراب بقيعه الذي يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه
لم يجده شيئا!!

حلاله الطيب المبين
يستتبع جهدا وإجهادا عليك في الحساب
وحرامه يستوجب قترة وذله ترهق وجهك
قبل العذاب الأليم والعقاب!!

ألا فقد آن أوانك
لكي تصحح فكرك
وتصلح قلبك
وتربي نفسك
وتعدل سلوكك

د.محمد شكري حجازي
1436/5/14للهجرة