التعلق بالله هو طريق السعد

الخاطرة

التعلق بالله هو طريق السعد

867 | 22-06-2017

أدركت أن التعلق بغير الله هو مفتاح الهلاك والخسران، فتشبثت بربي ومولاي وتعلقت بخالقي وحبيب قلبي؛ فشعرت بألطافه، ورحماته تسري في حياتي وسعدت بقربه، وحنانه، ورأفته بي.

فهو أرحم بنا يامعشر البشر من رحمة الوالدة الرؤوم الحنون بولدها وهو ألطف بنا من كل لطيف، وأرأف بنا من كل رؤوف.

فيا من تبحث عن الرحمة، واللطف، والحنان في زمن القسوة والجفوة والجحود، والنكران؛ استشعر قرب ربك إليك، ومعيته لك سبحانه وعامله تعالى بحسن الظن به.

واقترب إليه بالطاعات ليقترب منك بالرحمات، وتحبب إليه بالخلوات ليكون وليك في الجلوات، وحببه إلى خلقه بالإشادة بفضله وذكر آلائه ونعمائه ليكتب لك القبول، والحب في قلوب عباده وأوليائه.

وكن دوما منيبا إليه منكسرا بين يديه مائل بقلبك، وقالبك من سواه إليه متجافي عن دار الغرور، منيب إلى دار الخلود.

ماذا تظن بربك؟؛ والله ما خلقك ليشقيك، ولا ابتلاك إلا ليعافيك ولا حرمك إلا ليعطيك، ولا فتح عليك أبواب الخيرات إلا ليجازيك ولا أضلك يوما ما إلا إلى سبيل الرشد ليهديك.

فلن تستشعر، وتتذوق لذة نعمه إلا بعد أن تنجو من سابق نقمه حتى تعلم أن الملك بيد الله، وأن الأمر كله لله، وأن الله يقلب الأمور كيف يشاء، وأنه يسوقها، ويصرفها إلى حيث شاء.

فليس لك من الأمر شيء إلا الرضا والتسليم، وليس لك في حكمه شرك، ولا منازعة، ولا تقسيم؛ فهو سبحانه فوق ما يصفه الواصفون، وهو سبحانه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.

فلنبتدأ من هنا، ولننطلق من جديد، ولنحسن التعلق بالله الفعال لما يريد وصدق حبيبنا r إذ يقول: «من تعلق شيئا وكل إليه»([1][1]).

وقال حامد الأسود: كنت مع إبراهيم الخواص -رحمه الله -في سفر، فدخلنا إلى بعض الغياض، فلما أدركنا الليل إذا بالسباع قد أحاطت بنا فجزعت لرؤيتها وصعدت إلى شجرة، ثم نظرت إلى إبراهيم وقد استلقى على قفاه فأقبلت السباع تلحسه من قرنه إلى قدميه، وهو لا يتحرك، ثم أصبحنا وخرجنا إلى منزل آخر وبتنا في مسجد فرأيت بقة وقعت على وجه إبراهيم فلسعته، فقال: أخ، فقلت يا أبا إسحاق أي شيء هذا التأوه؟ أين أنت من البارحة؟ فقال: ذاك حال كنت فيه بالله، وهذا حال أنا فيه بنفسي([2][2]).

فاللهم علق قلوبنا بك، واجعلنا أواهين منيبين إليك، وخذ بأيدينا وقلوبنا إلى كل خير.





([1][1]) أخرجه الترمذي في سننه (2072) من حديث عبد الله بن عكيم، وقال: بن عكيم لم يسمع من النبي r.

([2][2]) [صفة الصفوة 4/347].

احصائية الزوار

الاحصائيات
لهذا اليوم : 37
بالامس : 582
لهذا الأسبوع : 741
لهذا الشهر : 2950
لهذه السنة : 17604
منذ البدء : 127015
تاريخ بدء الإحصائيات : 12-10-2011

التواجد الآن

يتصفح الموقع حالياً  3
تفاصيل المتواجدون

تصميم وتطوير كنون